الأبعاد التي تقف خلف قرار الاستثمار في كالو

Nitin Reen

|

15/12/2022

|

أفكارنا

|

foodtech

تُعد سوق توصيل الأطعمة الصحية واحدةً من الأسواق الواعدة التي تنطوي على الكثير من الفرص غير المُستغلة في المنطقة. فبينما تستحوذ الوجبات التقليدية مثل البرجر والبيتزا والدجاج والقهوة على الحصة الأكبر من مبيعات المطاعم على مستوى العالم، نجد في المقابل أن حصة خيارات الطعام الصحي من مبيعات المطاعم لا تزال ضئيلة رغم معدلات نموها المتسارعة وتزايد حصتها في السوق. وعلى الرغم من معدلات النموالملحوظة في أعداد المشتركين الراغبين في الحصول على وجبات صحية، إلا أن السوق لميكن جاهزًا لمواجهة هذا النمو نظرًا لعدم وجود جهة رئيسية فاعلة في المنطقة تعملعلى إيجاد منظومة متكاملة لتوفير احتياجات العملاء من أنماط الحياة الصحية. وهنا برزت الحاجة لإنشاء حل مبتكرمن شأنه تنظيم سوق الطعام الصحي في المنطقة وتوفير أنماط الحياة الصحية للعملاء.

تمثلت أبرز النقاط الملفتة في لقائنا الأول مع مؤسسَي شركة "كالو" في مدى حرصهما على وضع العملاء في صدارة أولويات الشركة، حيث سلط أحمد ومؤيد الضوء في حديثهما على مدى أهمية العملاء في منظومة الطعام الصحي،وأدركا تمامًا منذ الوهلة الأولى أنه يمكن للمرء الابتكار في جميع الجوانب المتعلقة بإنتاج المواد الغذائية والتسويق وتقديم المحتوى الجاذب، وما إلى ذلك،لكن العامل الأساسي للنجاح يكمن في تقديم طعام جيد وصحي للعميل، وإلا سيكلف الأمر خسارة العميل بشكل حتمي. ورغم بساطة الأمر، إلا أن اهتمام مؤسسَي "كالو" بأساسيات الأعمال ومتطلبات العملاء أثار اهتمامنا بشكل كبير بلا شك منذ البداية، فمن المدهش أن يتغاضى مؤسسا الشركة عن التركيز على العمليات التشغيلية وأساسيات الأعمال التجارية، ويركزان بدلاً من ذلك على التنفيذ التشغيلي وتوجيه جل اهتماماتهما وطاقاتهما نحو صنع طعام صحي ولذيذ، ومن ثم العمل على توسيع نطاق الحصة السوقية لشركتهما. وبالفعل، نجح أحمد ومؤيد في وقت مبكر باتباعهما هذه الاستراتيجية، إذ حققت "كالو"معدلات نمو استثنائية منذ استثمارنا الأول فيها قبل عام من الآن، وباعت ملايين الوجبات الصحية للعملاء.

وفي الوقت نفسه، شهد قطاع المطاعم ومزودي الطعام الذين يركزون بشكل أساسي على توصيل الطعام باعتباره مصدر رئيسي لتحقيق الإيرادات تحديات من منظور اقتصاديات الوحدة. ومع تطور أساليب توصيل الطعام في الآونة الأخيرة، لاحظنا على مدى السنوات الماضية أن التركيز على الاحتفاظ بقاعدة العملاء يعد أحد المحاور الرئيسية لإنشاء شركة مستدامة. ونجد أن بعض الشركات تستهدف بشكل أساسي توسيع نطاق عملائها وزيادة معدلات الاشتراك، وأخرى تركز على الجودة في تقديم خدماتها، وبعضها تستهدف خفض زمنا لتوصيل، في حين تركز أخرى على القيمة والسعر مقابل الجودة. وعلى الرغم من أن عددًا محدودًا للغاية من الشركات نجحت منظوماتها في توفير كل هذه العناصر ودمجها سويًا، كان ذلك هو الهدف الذي سعت "كالو" إلى تحقيقه.

ويشكل الحفاظ على رضا العملاء وسعادتهم جزءًا أساسيًا من منهجية تفكير "كالو"؛ وهو ما ترسّخ بشكل عميق في ثقافة المؤسسة بأكملها وأصبح النواة التي ترتكز عليها في أعمالها. وبينما تحتاج العديد من الشركات إلى سنوات طويلة من النضج والتطور حتى تنجح في ترسيخ تلك الثقافة في عقلية أفراده او منظومتها، إلا أن "كالو" تفردت في تلك الخطوة بتركيزها منذ عامها الأول على الحفاظ على رضا العملاء. ولم يقتصر تركيز مؤسسَي الشركة على الاحتفاظ بالعملاء فحسب، بل امتد ليشملا لاحتفاظ بكوادر العمل وموظفي الشركة. تُعد مثل تلك السمات نادرةً في السوق خصوصًا بالنسبة لشركة صغيرة بحجم"كالو"، إلا أنها بلا أدنى شك سمات تمنح الشركة قيمةً كبيرةً للغاية. وهذا ما يدفعنا بدوره إلى احترام القيمة المضافة التي حققتها "كالو" للسوق من خلال جهد مؤسسّيها أحمد ومؤيد.

ومن ناحية أخرى، لا يمكن بأي حال تجاهل جهود "كالو" وتركيزها على الابتكار في الخدمات التي تُقدمها، فقد شكلت الرؤية الاستشرافية المستقبلية التي يحملها مؤسسي الشركة الدافع الأساسي نحو إبرامنا هذه الشراكة مع "كالو" التي تعتمد نموذج أعمال متكامل رأسيًا، بدايةً من إنتاج الطعام، مرورًا بمشاركة تجارب العملاء واهتماماتهم، ووصولاً إلى خدمة توصيل الطعام والمتابعة ما بعد الطلب، و باعتمادهم هذا النهج، نجح فريق العمل في "كالو" بإرساء أسس متينة لمنظومة متكاملة تُعنى بنمط الحياة الصحي للعملاء.

وبالتالي، هناك عدد كبير من الاحتمالات القائمة للبدء في استكشاف الفرص الاستثمارية انطلاقًا من هذه الركيزة الأساسية لنهج الشركة. تعمل"كالو" بالفعل على تحديد الوضع الصحي الحالي للعملاء، وتُكامل البيانات المُقدمة مع تطبيقات صحية تابعة لشركات أخرى، وتُصمم خططًا غذائية قائمة على أهداف العميل، لكن ما الفائدة التي سنجنيها من ذلك؟ تكمن الإجابة في أنه يمكن الاستفادة من تلك البيانات بعدة طرق! إذ تُعالج"كالو" البيانات والمصادر الإضافية الجديدة للبيانات من أجل تقديم أفضل التوصيات للعملاء حول كيفية تحسين المسارات الصحية الخاصة بهم، بدلاً من مجرد تلقي المدخلات. ومن شأن هذا الأمر أن يفتح المجال أمام تصميم قوائم طعام مخصصة حسب الطلب لكل عميل بشكل فعّال لتجنب الآراء الشخصية للعملاء فيما يتعلق بقرارات التغذية لديهم. وبناءً على ذلك، هناك مجموعة حقيقية من الفرص التي يمكن استكشافها في إطار هذا المجال من التوصيات. وهذا ما جعلنا متحمسين لما هو قادم وما يمكن تحقيقه!

إن الارتكاز على أسس قوية إلى جانب وضع خارطة طريق استشرافية للتطورات المستقبلية يضع "كالو" في مقدمة الشركات الناشئة على الصعيد الإقليمي. وهو الأمر الذي يحفزنا بشكل أكبر ويجعلنا سعداء للغاية لتعميق أطر شراكتنا مع كل من أحمد ومؤيد، حيث يشرفنا أن نكون جزءًا من فريق "كالو".