الأبعاد التي تقف خلف قرار الاستثمار في شروة

Ghassan Noursi

|

15/6/2022

|

أفكارنا

|

e-commerce

 

شاركنا في مطلع هذا العام في قيادة جولة تمويلية لشروة من فئة بري-سيد بقيمة 2 مليون دولار مع صندوق هامبرو بيركس أوريكس، إلى جانب عدد من المستثمرين الملائكة البارزين، ومنهم مستثمرون لامعون من كيتوبي وكريم.

تعتبر شروة منصةً اجتماعيةً مصريةً مبتكرةً للتجارة تتيح التجارة الإلكترونية للجميع من خلال تخفيض تكلفتها وتعزيز موثوقيتها وجاذبيتها بالنسبة لجميع فئات المستهلكين للحصول على المستلزمات المنزلية الأساسية مثل المنتجات الطازجة ومواد البقالة والأجهزة المنزلية. يستفيد نموذج التجارة الاجتماعية الذي تستخدمه الشركة من قادة المجتمع (وهم بالعادة ربات المنازل) لتشكيل شبكات مجتمعية (يقع معظمها في نفس الحي أو المجموعة الاجتماعية)، ويجمع مشترياتهم الإلكترونية الفردية ضمن عربة جماعية واحدة.

جذب إدخال عنصر الألعاب في تجربة التجارة الإلكترونية فريق نواة، إذ إنه يسرع انتشار هذه الخدمة: يجب على كل مستخدم جديد دعوة ثلاثة عملاء جدد للحصول على سعر مخفض، ما يحفزهم على تشكيل مجموعات أكبر والحصول على المزيد من الخصومات.

مع تعمقنا في دراسة الموضوع، توصلنا إلى أن هذا النموذج يعتبر طريقةً مجديةً وفريدةً لتوسيع نطاق التجارة الإلكترونية لتشمل المجتمعات المحرومة من الخدمات، وهي شريحة واجهت تاريخيًا عقبات جمّة أمام التحول الرقمي بسبب انعدام ثقتها بشكل عام وحواجز البنية التحتية التي تحول دون وصولها إلى الخدمات (وخاصةً شبكات التوصيل وطرق الدفع).

ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى الكفاءة في تجميع طلبات المستهكلين عبر "تجميع" الطلبات، مما يؤدي إلى:

  • انخفاض تكلفة اكتساب العملاء، حيث يسند التسويق إلى قادة المجتمع الذين يكتسبون العملاء النهائيين، مما يؤدي إلى خفض الإنفاق التسويقي للشركة إلى الحد الأدنى. حيثما تقوم الشركة بالتسويق مباشرةً، فسيوجّه ذلك إلى مجموعة مستثمرين مقابل مستهلك فرد، مما يؤدي إلى خفض تكلفة جذب المستهلكين لكل مستخدم
  • الكفاءات التشغيلية، خاصةً فيما يتعلق بالتكاليف اللوجستية، حيث يكون قائد المجتمع بمثابة مرجع واحد لسلة موحدة، مما يقلل من التكلفة النهائية لكل مستخدم
  • ارتفاع متوسط قيمة الطلب، مما يجعل خدمة السكان ذوي الدخل وحجم الطلبات المحدودين مجديًا من الناحية الاقتصادية، ويزود مخزونًا احتياطيًا كبيرًا للشركة لتحقيق اقتصاديات مواتية وإيجابية للوحدات الفردية

ونعتقد أن المنطقة ككل تشارك ديناميات كلية مماثلة لأسواق ناشئة أخرى حيث أثبتت نماذج المجموعات نجاحها، ونظرًا لإيماننا العميق بالفريق المؤسس، فإننا نعتقد أنه من الممكن محاكاة هذه التجربة الناجحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لقد كان علاء وحسن وحنفي محطّ إعجابنا خلال المناقشات التي أجريناها معهم. فهم يتمتعون بخبرات تشغيلية واسعة في تطوير الشركات الناشئة التقنية الإقليمية وقيادتها، حيث عمل ثلاثتهم سابقًا لدى "كريم" قبل الانطلاق بشكل منفصل للاضطلاع بتنمية شركات إقليمية ناشئة أخرى مثل "كيتوبي" و"حلان" و"هنجر ستيشن".

وبالإضافة إلى القدرات الفردية التي يتمتعون بها، فقد كانت روح الحماس والمودة التي لمسناها لدى الفريق عند زيارتنا لمكاتبهم في القاهرة هي ما رسخت قناعتنا بهذا الفريق. كانت مهاراتهم العملية وشغفهم العميق تجاه المستخدمين الذي أبدوه في المهام التقنية التي أدوها سابقا طاغيًا ويدل على مدى نضج منظومة ريادة الأعمال في المنطقة.

وبفضل شغفهم العارم وفهمهم للتحديات التي يواجهها أفراد المجتمعات المحرومة من الخدمات، فإننا نعتقد أن "شروة" تتمتع بالإمكانيات لسد فجوة الثقة لدى الشريحة السكانية في شركات التجارة الإلكترونية ومنحهم القوة التفاوضية وتسريع تأهيلهم للتحول الرقمي.